الشيخ منصور وفضيحة الـ4.5 مليار دولار … مليارات منهوبة ويخوت فاخرة.. القصة التي تلاحق أصحاب النفوذ

1 minute للقراءة
53 مشاهدة

اشتهر الشيخ منصور بولعه بالبذخ الذي لا يبلغه إلا قلة من الأثرياء، إذ يمتلك عددًا من أضخم اليخوت الفاخرة في العالم، آخرها يخت “بلو” الذي تصل قيمته إلى 600 مليون دولار، ويبلغ طوله 525 قدمًا، ما يجعله أطول من معظم الملاعب التي لعب عليها ناديه المفضل مانشستر سيتي، الذي يمتلكه منذ عام 2008.

لكن اهتمام الشيخ منصور باليخوت لم يلفت الأنظار فقط من عشاق الرفاهية، بل أيضًا من محققي وزارة العدل الأميركية، فقد أشار مدعون أميركيون إلى أن يختًا آخر يملكه الشيخ، يُدعى “توباز”، جرى تمويله جزئيًا من أموال اختُلست من صندوق الثروة السيادي الماليزي في فضيحة 1MDB الشهيرة.

وفي عام 2016، وصفت وزيرة العدل الأميركية آنذاك، لوريتا لينش، القضية بأنها “أكبر عملية كليبتوقراطية شهدتها الولايات المتحدة”، بعدما جرى اختلاس ما لا يقل عن 4.5 مليار دولار من الأموال العامة الماليزية، هذه الفضيحة أدت إلى سقوط مدوٍّ لرئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق، الذي أُدين وسُجن، وامتدت التحقيقات إلى أكثر من 12 دولة.

ورغم أن التركيز الإعلامي انصبّ في البداية على رجل الأعمال الماليزي “جو لو”، الذي اشتهر بحفلاته الفاحشة ومقتنياته من لوحات بيكاسو ومونيه، إلا أن التحقيقات قادت لاحقًا إلى دائرة المقربين من الشيخ منصور.

وفي محكمة بنيويورك عام 2022، عرض الادعاء الأميركي أدلة على أن السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، تلقّى رشوة بقيمة 40 مليون دولار، كما حُوّلت مبالغ طائلة إلى خادم القبيسي، المدير التنفيذي السابق لإحدى شركات الشيخ منصور، بلغت قرابة 500 مليون دولار، وقد اعتبر المدعون أن الشيخ منصور كان “في قمة هرم الرشى” بحسب أقوال “جو لو”، رغم أن المبلغ الذي تلقاه شخصيًا لم يُحدَّد بدقة.

ومن بين الأدلة المثيرة، أن مبلغًا قدره 161 مليون دولار من أموال الصندوق الماليزي استُخدم لسداد قرض تمويل يخت “توباز”، الذي قُدّرت قيمته بـ688 مليون دولار، وتشير شهادة مسؤول ماليزي إلى أن الشيخ منصور قضى عطلة على متن هذا اليخت برفقة رئيس الوزراء الماليزي السابق في جنوب فرنسا عام 2013، بينما استخدمه لاحقًا الممثل الأميركي ليوناردو دي كابريو خلال مونديال البرازيل في 2014.

ورغم حجم الأدلة، لم تُوجَّه أي تهم مباشرة إلى الشيخ منصور، غير أن شركتين تابعتين له وافقتا عام 2023 على تسوية مالية ضخمة بقيمة 1.8 مليار دولار مع الحكومة الماليزية، دون الإقرار بالذنب، في خطوة فُسّرت على أنها محاولة لإغلاق الملف بهدوء.

وأما يوسف العتيبة، فلا يزال في منصبه كسفير في واشنطن، محصنًا من أي ملاحقة قضائية بفضل الحصانة الدبلوماسية، فيما أدين خادم القبيسي في الإمارات بتهم فساد، ويقضي حكمًا بالسجن لمدة 15 عامًا، وقد صرّح في مقابلة مع “وول ستريت جورنال” بأنه جُعل “كبش فداء” لحماية الشيخ منصور.

وإن المفارقة، كما تشير كلير روكاسل براون، الصحفية التي تابعت القضية عن كثب، أن “الأدلة ضد الشيخ منصور كافية”، لكن لا أحد يبدو مستعدًا للاقتراب منه، وتصف الدبلوماسية الأميركية ستيفاني ويليامز المشهد كله بعبارة مأخوذة من رواية “غاتسبي العظيم”: “إنهم يثيرون الفوضى بأموالهم واستهتارهم، ثم يرحلون تاركين الآخرين لتنظيف الفوضى.”

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *