40 قتيل كولمبي في طائرة نيالا.. الرئيس الكولمبي يتدخل ونظام أبو ظبي على المحك!
في أول رد فعل على مقتل 40 كولمبي في الطائرة الإمارتية التي قصفها الطيران السوداني في مطار نيالا مساء الثلاثاء، قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، إنه طلب من برلمان بلاده تمرير مشروع قانون عاجل لحظر الارتزاق، معتبرا إياه شكل من أشكال الاتجار بالبشر، حيث يُحوَّل الرجال إلى أدوات للقتل.
وقال الرئيس الكولمبي، في تغريدة على منصة إكس، (أولئك الذين سعوا للحرب داخل كولومبيا، بعد أن ضعفت، باتوا يبحثون عنها خارج البلاد، حيث لا عدو لنا).
ووصف الشركات الكولمبية الأمنية التي تقوم بتأجير المرتزقة بالتعاون مع دول بالشرق الأوسط بأنهم أسياد الموت، الخائنون لعهد بوليفار.
وأوضح الرئيس الكولمبي أنه طلب من سفيرته في مصر التحقق من عدد الكولومبيين الذين قُتلوا، مشيرا إلى أن هناك حديث غير مؤكد عن 40 كولمبي وسنعمل على إعادة جثامينهم.
تصعيد دولي ضد الإمارات
ويرى مراقبون أن تصريحات الرئيس الكولمبي ستدفع بملف الإرتزاق الذي يديره نظام أبو ظبي إلى الواجهة، مشيرين إلى أن البرلمان الكولمبي الذي طالبه الرئيس بالإنعقاد لتمرير قانون الارتزاق سيحقق في ماهية الشركات الكولمبية التي ترسل المرتزقة إلى السودان، وسيقود هذا بدوره لظهور اسم نظام أبو ظبي، ما يمثل طعنة جديدة تتلقاها “الدويلة” وستلفت هذه الحادثة أنظار العالم الحر لجرائم أبو ظبي بحق الشعب السوداني.
وكانت الصحافة الكولومبية كشفت أن عددا من المرتزقة الكولومبيين في السودان بلغ 300 مرتزق كلهم من قدامى المحاربين أصحاب الخبرات القتالية الكبيرة الذين اجتذبتهم المكافآت المالية الضخمة وسقطوا في فخ نصبته لهم شبكات تجنيد مشبوهة لها علاقة بالإمارات، ضللتهم بإنجاز مهام بسيطة لقاء أجور عالية قبل أن تزج بهم في أتون الحرب بالسودان.
ونقلت صحيفة “THE CITY PAPER” عن مسؤول سابق بوزارة الدفاع الكولومبية قوله: “إن جنودا متقاعدين تم التغرير بهم عبر شركات مقرها أبو ظبي ودفعهم للسفر إلى دول أخرى وتوريطهم في أنشطة تندرج ضمن الجرائم الجنائية”.
وقالت صحيفة “Lasillavacia” الكولومبية إنها تلقت رسائل صوتية عبر تطبيق “واتساب” من أحد أولئك المرتزقة في السودان، وأبلغها أن عدد المرتزقة من كولومبيا هناك يصل إلى 300 مقاتل بعضهم جند بحجج كاذبة وقتلوا بعد وقت قصير من وصولهم إلى السودان.
يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، دكتور محمد عمر، إن نظام أبو ظبي، يلعب بالبيضة والحجر في السودان، مشيرا إلى أن هذه لعبة تحتاج لمهارة وحنكة سياسية لا تتوفر لدولة طارئة عمرها على الخريطة السياسية لا يتجاوز نصف قرن، معتبرا أن بن زايد، خسر البيضة وفقد الحجر، وما تبقى هو رائحة “الزفارة” في يديه والتي سيحتاج لوقت طويل لغسلها، مشيرا إلى أن تدخل الرئيس الكولمبي سيحرك أنظار العالم تجاه ما تفعله أبو ظبي، التي تتورط في الصراع السوداني بطريقة عمياء دون معرفة العواقب التي سترتد عليها، ولا يستبعد دكتور محمد عمر، أنه في حال خلص البرلمان الكولمبي إلى تورط أبو ظبي في إرسال مرتزقة كولمبيين للقتال بالسودان أن يطالبها بتعويض لأسر الضحايا، وهو ما سيضع نظام أبو ظبي بأكمله على المحك ويعريه أمام أنظار العالم.
اعتذار مسبق
قدمت كولمبيا في ديسمبر الماضي، اعتذارا رسميا للسودان عن مشاركة مرتزقة في حرب السودان.
وكانت سفيرة كولومبيا في مصر، آن ميلينيا، قد التقت بسفير السودان في القاهرة، عماد الدين مصطفى عدوي، وقدمت اعتذارا رسميا عن مشاركة مواطنين كولومبيين كمرتزقة في صفوف مليشيا الدعم، السريع.
وأوضحت ميلينيا أن الحكومة والشعب الكولومبيين فوجئوا جدا عند تلقيهم أخبار تورط مواطنين من بلادهم في الصراع السوداني، ووصفوا هذا السلوك بأنه “غير مسؤول” وأنه لا يمثل سياسة الحكومة الكولومبية أو الشعب الكولومبي.
وأكدت ميلينيا أن كولومبيا تحترم سيادة السودان ورفضت أي تدخل في شؤونه الداخلية، مشددة على أن حكومتها ستبذل جهدها لتحديد المسؤولين المعنيين ومحاسبتهم إذا لزم الأمر.
لكن مع تزايد تدفق المرتزقة الكولمبيين، وزيادة المخاطر في السودان، فإن مراقبون يرون أن الحكومة الكولمبية جادة هذ المرة في إيقاف هذه الظاهرة والتحقيق فيها، سيما بعد مقتل 40 كولمبي بضربة واحدة، وهو عدد كبير يلفت الإنتباه ويحرك جهات عديدة، وهو عين مادفع الرئيس الكولمبي للتحرك سريعا وطلب جلسة طارئة للبرلمان الكولمبي وتمرير قانون يمنع الإرتزاق، لكن بطريقة وأخرى فإن الرئيس الكولمبي وبقصد أو غيره وضع حبل المشنقة على رقبة نظام أبو ظبي، وما تبقى هو سحب الخشبة فقط.