أموال النفط الإماراتية تموّل المرتزقة وتغذي نيران الصراع في السودان
في تحقيق استقصائي جديد، كشفت صحيفة التلغراف البريطانية عن استمرار السلطات في أبوظبي بتجنيد مرتزقة من كولومبيا، بينهم شبّان مراهقون، لنقلهم عبر مدينة بنغازي الليبية إلى السودان، حيث يتم الدفع بهم للقتال إلى جانب قوات محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وبحسب التقرير، يتم استقطاب هؤلاء المجندين بعقود عمل مغرية تتضمن مهام حراسة منشآت نفطية ورواتب شهرية تصل إلى نحو 2600 دولار أمريكي، غير أنهم يتفاجأون بعد وصولهم بزجّهم في الخطوط الأمامية للمعارك داخل الأراضي السودانية. وتشير الصحيفة إلى أنّ عشرات المقاتلين الكولومبيين لقوا مصرعهم في ظروف غامضة منذ بدء هذه العمليات.
ويأتي هذا التطور الخطير في وقت يشهد فيه السودان تصعيدًا متزايدًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، في ظل اتهامات دولية متكررة بتورط أطراف إقليمية في إذكاء الصراع عبر تقديم دعم عسكري ولوجستي غير معلن.
ويثير الكشف الجديد مزيدًا من التساؤلات حول طبيعة الدور الإماراتي في الأزمة السودانية، لاسيما مع تراكم التقارير التي تتحدث عن دعم مباشر تقدمه أبوظبي لقوات حميدتي، سواء عبر التمويل أو عبر إمدادها بمقاتلين من الخارج، في ظل صمت رسمي إماراتي تجاه هذه الاتهامات.