محافظ البنك المركزي يصف محاولات ميليشيا الدعم السريع إصدار عملة جديدة بالمستحيلة
سخر محافظ بنك السودان المركزي، برعي الصديق، من محاولات مليشيا الدعم السريع وما يُسمى بـ”حكومة التأسيس” لإصدار عملة جديدة، مؤكداً أن ذلك مستحيل عملياً. وفي حديثه لقناة “تي آر تي” التركية، وصف برعي هذه الادعاءات بأنها لا تمت للواقع بصلة، لافتاً إلى أن هذه المحاولات لن تجد أي دعم فني أو قانوني.
وأشار إلى أن البنية التحتية المصرفية في السودان غير قادرة على دعم إصدار عملة جديدة، مضيفاً أن الحديث عن وجود عملتين في السودان هو محض أكاذيب يروج لها المعارضون في الخارج. وطمأن برعي الشعب السوداني بأن هناك عملة واحدة في البلاد ولا يوجد انقسام نقدي، كما أن العملة السودانية هي الوحيدة المعترف بها رسميًا.
وركز برعي في تصريحاته على الأضرار الكبيرة التي تسببت فيها الحرب الاقتصادية في السودان، قائلاً إن أكثر من 20% من رأس المال الوطني قد تم تآكله، مما أثر بشكل بالغ على ثروات الشعب السوداني والبنية التحتية الاقتصادية. وأضاف أن الحرب دمرت جميع جوانب الاقتصاد السوداني، وهو ما يقتضي العمل المستمر للتصدي لهذه الأضرار.
وفي الوقت نفسه، أعلن برعي عن خطط لعقد لقاءات مع محافظي البنوك المركزية في الدورة القادمة التي ستعقد في إسطنبول في السابع والعشرين من أكتوبر، حيث ستتم مناقشة التحديات الاقتصادية التي فرضتها الحرب. وأكد أن البنوك المركزية في العالم العربي والإسلامي تلعب دوراً مهماً في دعم الاستقرار الاقتصادي في ظل الأزمات.
وأشاد برعي بالتعاون المستمر مع الدول العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن البنك المركزي السوداني نجح، بالرغم من الظروف الراهنة، في استعادة بعض الاستقرار المالي، من خلال إدارة التوازن بين الدعم الحكومي والأنشطة الاقتصادية الكلية. كما كشف عن الإجراءات التي تم اتخاذها لإعادة إنتاج العملة السودانية، وضمان توفر السلع الاستراتيجية دون التأثير على سعر الصرف.
وأخيراً، شدد برعي على ضرورة التعاون بين الدول العربية والإسلامية لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، مثل التفكك التجاري والمخاطر الجيوسياسية، مع التركيز على تعزيز استقلالية العملات المحلية في المعاملات التجارية العابرة للحدود وتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية.