تصاعد التوترات والانقسامات داخل مليشيا الدعم السريع.. انشقاقات وتخوين يعصف بصفوفها
شهدت الأوضاع داخل مليشيا الدعم السريع تطورات متسارعة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث بدأت الخلافات الداخلية والتمزقات القبلية تبرز بوضوح، مما يشير إلى انفراط عقد هذه الميليشيا التي قادها عبد الرحيم حمدان دقلو. وسط تصاعد حدة النزاع، ظهرت مجموعة تلو الأخرى تُعلن انشقاقها عن المليشيا، مؤكدة تدهور الوضع الداخلي داخل هذه القوات.
وكانت المجموعة 62، بقيادة الملازم أول خلا عبدالرحيم، أعلنت انشقاقها عن مليشيا الدعم السريع، في خطوة مفاجئة تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، وقد حمل هذا الانشقاق مجموعة من المطالب التي شملت تحسين ظروف الجرحى وتوفير العلاج المناسب لهم، إطلاق سراح المعتقلين، وإيقاف الزج بالشباب في المعارك الأمامية.
كما هددت المجموعة بنشر مواقع حساسة للمليشيا إذا لم يتم الاستجابة لمطالبها، مما يعكس تصاعد التوترات الداخلية والتهديدات المتبادلة.
وفي خطوة غير مسبوقة، أصدر عبد الرحيم حمدان دقلو أوامر مباشرة باستبعاد ضباط الاستخبارات من المعسكرات والمواقع الميدانية التابعة للمليشيا، إثر قصف دقيق استهدف مواقعها في ولايتي دارفور وكردفان، وهذا القرار جاء في وقت تتزايد فيه الشكوك حول تسريب معلومات إلى الجيش السوداني، مما يهدد بتفكك المليشيا بشكل أكبر.
كما تم تشكيل لجنة داخلية لمراجعة شبكة الاستخبارات، وهو ما يشير إلى وجود حملات تصفية داخلية قد تشمل اعتقالات لقادة ميدانيين مُتهمين بالتعاون مع الجيش.
وفي ظل هذه الانقسامات العسكرية، تفجرت خلافات حادة داخل ما يعرف بـ”حكومة التأسيس”، حيث تعرض محمد حسن التعايشي، رئيس الوزراء، وقيادات أخرى لاتهامات بالخيانة والتعاون مع القوات المسلحة، ونتيجة لذلك، هرب التعايشي من مدينة نيالا بعد تعرضه لإساءات عنصرية من بعض أفراد مليشيا الرزيقات، وفي نفس السياق، طالت التهم أيضًا الطاهر حجر، الذي كان قد تعرض لهزائم كبيرة في محاور كردفان والفاشر.
تتسارع الأحداث في صفوف مليشيا الدعم السريع، التي تبدو على شفا الانهيار، حيث يواصل الجيش السوداني تحقيق انتصارات ميدانية متتالية، في وقت تشهد فيه هذه المليشيا انقسامات متسارعة تشمل انشقاقات واتهامات بالخيانة وأعمال تخوين. في المقابل، يواصل قادة المليشيا الهروب إلى الخارج، وهو ما يعكس حالة من الارتباك والتشتت داخل صفوفها، وسط استمرار الهجمات الدقيقة للجيش على مواقعها.
وهذه التطورات تضع مليشيا الدعم السريع على حافة الانفجار، في وقت يعاني فيه التنظيم من تراجع ميداني مستمر وهروب قياداته إلى الخارج، مما يزيد من تعقيد المشهد العسكري والسياسي في السودان.