تجارة السموم العابرة للحدود: تمويل الدعم السريع بمخدرات وقصر وجرائم منظمة
📌 المقدمة
تكشف تقارير ميدانية ومصادر أمنية محلية انتهاج مليشيا الدعم السريع شبكة تمويل موازية تستند إلى تجارة المخدرات العابرة للحدود، خاصة زراعة وتصنيع وتهريب البنقو والكبتاغون وأنواع أخرى، عبر شبكات تمتد من جنوب ليبيا عبر تشاد إلى عمق دارفور. هذه التجارة لا تموّل الحرب فحسب، بل تُقوّض النسيج الاجتماعي من خلال استغلال القصر والإدمان كسلاح لتجييش المقاتلين.
🔍 1- توسع زراعة وتجميع المخدرات في مناطق السيطرة
-
كشفت تقارير (دارفور24 ووسائل محلية) عن توسع زراعة البنقو في مناطق دارفور وشمال كردفان الخاضعة لسيطرة الدعم السريع، وتحولها إلى نشاط منظم بإشراف قادة ميدانيين تابعين للمليشيا.
-
مزارع البنقو ومصانع التحويل باتت تعمل بعلم وحماية وحدات المليشيا المحلية، ما يجعل هذه المناطق محاور رئيسية في شبكة تجارة المخدرات الإقليمية.
🔍 2- شبكات تهريب إقليمية.. مسارات ليبيا–تشاد–السودان
-
التمويل الحقيقي للعمليات لا يأتي من الداخل فقط، بل عبر شبكات تهريب ليبية وتشادية تنسّق خطوطاً لوجستية تمتد من جنوب ليبيا إلى دارفور.
-
أسماء ومشغِّلون محليون (مثل عناصر وصفهم مصدرنا بـ«محمد السيفاوي» في الكفرة) تعمل كحلقة وصل لتمرير الشحنات بحماية عناصر مسلحة.
-
هذه الشبكات تتاجر بالمخدرات وتنسق أيضاً في الاتجار بالبشر وتجنيد مقاتلين مقابل المال أو الجرعات.
⚠️ 3- مصانع ضبطها الأمن: اقتصاد السمّ
-
ضبطت المخابرات العامة مصنعًا لإنتاج الكبتاغون شمال الخرطوم يحتوي على 300 ألف حبة وأجهزة تغليف متطورة.
-
جزء من الإنتاج كان يُرسل لسوق التوزيع المحلي، والجزء الأكبر يُهرب خارجياً لتمويل شراء السلاح والوقود.
-
قادة ميدانيون أنشأوا مصانع محلية أخرى لإنتاج أنواع صناعية مثل “آيس كريستال” وتصديرها عبر شبكات برية وجوية.
🔍 4- استخدام المخدرات كأداة تجنيد وسيطرة
-
شهادات ميدانية متعددة تُظهر أن المليشيا توزّع جرعات مجانية من الحبوب والمخدرات على المجندين الجدد، لا سيما القصّر، لتحفيزهم وكبح الخوف أثناء العمليات.
-
إفادات من مراكز تأهيل ونزلاء سابقين (أمدرمان ونقاط تحرير) أفادت بتجنيد أطفال ومراهقين مقابل جرعات أو وعود مالية (10 آلاف دولار عند إتمام المهمة في بعض الحالات).
-
حالات ضبط لجنود مرتزقة أجانب أَكدوا أنهم لم يتلقوا رواتب، بل مخدرات توزّع طوال اليوم.
⚠️ 5- تأثير اجتماعي وأمني كارثي
-
تجارة المخدرات تمهّد لتفشي الإدمان بين الشباب والمدنيين في مناطق النزاع، مما يقوّض النسيج الاجتماعي ويُسهِم في انهيار مؤسسات المجتمع المحلي.
-
العائدات تُحوّل إلى تمويل عمليات عسكرية وشراء أسلحة ووقود، ما يُعطّل أي جهود للتهدئة أو إعادة الإعمار.
-
رصد حراسات مسلحة لشحنات مخدرات تُبيّن اندماج أنشطة الجريمة المنظمة مع بنية النظام الميداني للمليشيا.
🔍 6- شهادات ومصادر ميدانية بارزة
-
إفادة جندي (حميدان): استجلب من تشاد بوساطة وكالة مرتبطة بعناصر تشادية، وأُعطي كمية كبيرة من المخدرات ووعودًا بأموال مقابل القتال؛ تم ضبطه ثم إخضاعه لعلاج الإدمان.
-
إفادة مجند جنوب سودان ضبطته القوات المسلحة: لم يحصلوا أموالًا وإنما توزّع عليهم المخدرات مجانًا.
-
إفادات عن عبور شحنات مخدرات من مزارع البنقو المملوكة لقيادات المليشيا عبر الحدود بحماية قواتها.
▶️ 7- تقييم استخباراتي مختصر
-
الاستنتاج: تجارة المخدرات تمثّل مصدر تمويل رئيسي ومُنظّم لمليشيا الدعم السريع، وتمثل تهديدًا مزدوجًا: تمويل الحرب وتدمير المجتمع من الداخل.
-
الجهات المتورطة: شبكات ليبية-تشادية محلية مرتبطة بقادة ميدانيين سودانيين، ووحدات مسلحة تقدم الحماية والتسهيلات.
-
النتيجة المتوقعة: استمرار تدفق الأموال يزيد من قدرة المليشيا على المقاومة ويمد أذرعها بوقود بشري مدمَّر أخلاقيًا.
▶️ 8- توصيات عملية عاجلة
-
حملة أمنية مشتركة (إقليمية) لتعقب مسارات التهريب في الكفرة والطرق الصحراوية، بالتنسيق مع دول الجوار.
-
تفكيك المصانع المحلية وإحكام الرقابة على المناطق الزراعية المصنفة كمزارع بنقو، بمرافقة أمنية لضبط الحماية المسلحة.
-
برنامج إنساني-علاجي واسع لإخلاء المجندين القصّر وعلاج المدمنين وإعادة تأهيلهم قبل تسليمهم للجهات القضائية.
-
حملة إعلامية وتوثيقية لفضح شبكات التهريب وأسماء الوسطاء وربط العائدات بأسلحة وممارسات القتل.
-
تجميد الأصول وتصفية شبكات الدعم المالي عبر استهداف الوسطاء التجاريين ومساري التهريب الدولي.
📌 الخلاصة
تمويل الحرب عبر تجارة المخدرات هو جريمة مركبة: إنها تمويل إرهاب وفساد وتدمير للمجتمع في آنٍ واحد. تفكيك هذه الشبكات يَعد خطوةً محورية في تعطيل جهاز التمويل الميداني لمليشيا الدعم السريع، وحماية المدنيين ومنع استنزاف موارد المنطقة لصالح عصابات إجرامية.
✍️ السودان 24 | وحدة التحقيقات الخاصة
📧 للتواصل: investigations@sudan24.news