كيف تحوّلت الكفرة الليبية إلى شريان إسناد رئيسي لميليشيا الدعم السريع المدعومة إماراتيًا؟
تحوّل مطار الكفرة في جنوب شرق ليبيا إلى مركز لوجستي حيوي في النزاع السوداني، حيث أصبح شريانًا رئيسيًا لإمداد ميليشيا الدعم السريع المتمردة بأسلحة ومقاتلين خلال الحرب المستمرة بين ميليشيا الدعم السريع والجيش السوداني منذ أبريل 2023.
ووفق تحقيقات رويترز، فإن مهبط الطائرات في الكفرة، الذي خضع لعمليات تجديد واسعة واستقبل عشرات رحلات الشحن منذ هذا العام، يُستخدم لنقل الإمدادات العسكرية والعتاد والمقاتلين إلى ميليشيا الدعم السريع، ما ساعدها على استعادة قوتها بعدما خسرت العاصمة الخرطوم أمام الجيش السوداني، وساهم في سيطرتها على مدينة الفاشر الاستراتيجية بولاية شمال دارفور في أكتوبر الماضي.
وتشير بيانات تتبع الرحلات الجوية وتحليلات صور الأقمار الصناعية إلى أن الكفرة أصبحت نقطة عبور أساسية للإمدادات التي تُرسل إلى ميليشيا الدعم السريع، الأمر الذي عزز قدرتها على مواصلة القتال رغم الضغوط العسكرية التي تتعرض لها على الأرض.
كما ذكرت تقارير دولية أن الموقع يُستخدم أيضًا لرصد تنقل مركبات ومقاتلين تابعين للدعم السريع بين الكفرة الليبية ودارفور، مما يعكس دورًا أكبر من مجرد نقطة عبور للأسلحة، بل كقاعدة دعم لوجستي وميداني مباشرة لصالح ميليشيا تُتهم بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين.
ويثير هذا الدور المتنامي لمطار الكفرة مخاوف من تفاقم الصراع واستمراره عبر دعم خارجي يمكّن ميليشيا الدعم السريع من البقاء على رأس العمليات العسكرية رغم خسائرها، وهو ما يضع مسؤولية دولية أكبر لمحاسبة الجهات التي تدعم هذه الشبكات اللوجستية، بما في ذلك الاتهامات الموجهة إلى الإمارات بالمشاركة في تمويل أو تسهيل وصول هذه الإمدادات، على الرغم من نفيها لتورّطها في النزاع.