حملة قمع غير مسبوقة في الضعين.. الدعم السريع يداهم الأحياء ويعتقل العشرات عقب احتجاجات تطالب بوقف الحرب
شهدت مدينة الضعين بولاية شرق دارفور، واحدة من أعنف حملات الاعتقال والمداهمة منذ اندلاع الحرب في السودان قبل أكثر من عامين. ونفذت قوات الدعم السريع اقتحامات متزامنة لأحياء سكنية داخل المدينة، على خلفية احتجاجات شعبية خرجت للمطالبة بوقف القتال وتحسين الأوضاع الإنسانية والخدمية المتدهورة.
وأكدت مصادر محلية مطلعة أن الحملة استهدفت العشرات من المدنيين، بينهم شباب وناشطون وموظفون سابقون في أجهزة الدولة، بالإضافة إلى عناصر سابقة من الجيش والمخابرات العامة، وسط اتهامات باعتقال مواطنين يُشتبه في ميولهم السياسية لحزب المؤتمر الوطني. وُصفت هذه الحملة بأنها الأوسع والأكثر عنفًا في تاريخ المدينة.
واندلعت التظاهرات والوقفات السلمية مساء الجمعة، كرد فعل مباشر على تدهور الوضع الأمني والمعيشي، حيث طالب المواطنون بعودة مؤسسات الدولة ووقف الحرب الدائرة. غير أن الدعم السريع قابل هذه المطالب المشروعة بالعنف المفرط، ونصبت نقاط تفتيش في الشوارع، وشرعت في مداهمات واسعة للمنازل وملاحقة المشاركين في الاحتجاجات.
في غضون ذلك، يعيش أهالي المدينة حالة من الخوف والقلق، بعد انقطاع الاتصالات ومنع المنظمات الحقوقية والمحامين من متابعة أوضاع المعتقلين. ولا تزال العديد من الأسر تجهل مصير أبنائها حتى اللحظة.